موبايلك - يمثل مؤتمر «أسبوع جيتكس للتقنية» الملتقى السنوي الأهم والأضخم من نوعه بالمنطقة، إذ دأب الحدث المرموق عاماً تلو آخر على استقطاب أبرز قادة الفكر والأعمال وحشد من الخبراء وصُناع القرار من أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ويمتد برنامج المؤتمر على مدى خمسة أيام في الفترة بين 18-14 أكتوبر بـمركز دبي التجاري العالمي.
ولعلّ من أبرز ما يتميز به مؤتمر هذا العام استضافة جلسات نقاشية حصرية متخصِّصة تجمع، وجهاً لوجه خبراء دوليين وإقليميين وتنصبّ على قطاعات معينة هي النفط والغاز، والمؤسسات المصرفية والمالية، والتعليم، والرعاية الصحية، والقطاعات الحكومية. وسيترأس تلك الجلسات عدد من قادة الفكر وكبار المديرين التنفيذيين في صناعة تقنية المعلومات، وسيناقش القادة، والتنفيذيين أهم التوجهات والتحديات التقنية التي يواجهها كلّ قطاع على حدة. وستكون «ساب»، عملاقة صناعة حلول الأعمال، راعياً استراتيجياً للجلسات النقاشية المتخصِّصة المنعقدة على هامش مؤتمر «أسبوع جيتكس للتقنية 2012».
النفط والغاز
لصناعة النفط والغاز أهمية بالغة في هذا الجزء من العالم، وتعتمد هذه الصناعة الحيوية على التقنية المعلوماتية المتطوِّرة والمبتكرة لإطلاق العنان للتقنيات الرقمية الداعمة لسلسلة الإمداد على امتداد صناعة النفط والغاز. ويرى المحلِّلون أن التقنيات الرقمية للحقول النفطية قد تعزز القيمة الحالية الصافية لأصول النفط والغاز بنحو 25 بالمئة، متيحة لشركات النفط والغاز فرصة مهمة لإدارة نفقات التقنية المعلوماتية بالشكل الأمثل.
المؤسسات المالية والمصرفية
لقد اضطُرَّت مؤسسات مالية ومصرفية بالمنطقة خلال الأعوام الأخيرة إلى تقليص نفقاتها إثر الأزمة المالية العالمية وتداعياتها الإقليمية، لذا يشجع خبراء دوليون هذه الصناعة الحيوية على نشر أحدث التقنيات الفائقة الناشئة لتعزيز قدرتها على طرح أفضل المنتجات المالية والمصرفية المنافسة بالسرعة اللازمة وإثراء تجربة عملائها. ويرى هؤلاء أن ظهور نُظم ووسائل جديدة لتسديد الدُّفعات قد هدَّد بالفعل دور الوسيط الذي انفردت به المؤسسات المصرفية من قبل، الأمر الذي يحتم على كبار مديري التقنية المعلوماتية بالمؤسسات المصرفية إجراء دراسة مستفيضة ومتمعِّنة لأحدث التقنيات والتوجهات التي ستجدّد تنافسية مؤسساتهم خلال الأعوام القليلة القادمة. وفي حين يتعين على المؤسسات المصرفية أن تستعين بالتقنية الفائقة لتحقيق التوافق بين أهدافها ورؤية العملاء لها، فإن ثمة الكثير من الأعباء التي ترهق موارد التقنية المعلوماتية في المؤسسات المصرفية التي هي بحاجة فعلية إلى مجموعة متكاملة ومتنامية من الحلول التقنية الداعمة لانسيابية وتنافسية أعمالها.
المؤسسات والهيئات الحكومية
ثمة الكثير من الفرص السانحة للارتقاء بأداء المؤسسات والهيئات الحكومية وتعزيز قدرتها على تقديم الخدمة الفائقة لعملائها، وتضطلع التقنية الفائقة بدور كبير ومؤثِّر في تغيير معالم قطاع المؤسسات والهيئات الحكومية نحو الأفضل. وبينما تهتم المؤسسات والهيئات الحكومية دوماً بنيل رضا المراجعين والمتعاملين معها، فإن مسارَ الهيئات والخدمات الحكومية نحو المستقبل إنما يتحدَّد بقدرتها على الاستفادة من أحدث التقنيات الفائقة لمواكبة التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية المُلحَّة، وقدرتها على مد جسور التواصل بين رسالة المؤسسات الحكومية من جهة، وحاجتها الماسّة إلى أحدث الحلول التقنية في القرن الحادي والعشرين من جهة ثانية.
التعليم
شهد التعليم تحولات وتطورات واسعة خلال الأعوام القليلة الماضية، وتغيرت التجربة التعليمية بفعل التقنية الحديثة لاسيَّما الحلول التكنولوجية. وفي ضوء ما سبق لابدَّ أن تستعد البيئة المدرسية والجامعية لمرحلة العالم المتقارِب. كما أن انتشار الوسائط الاجتماعية واستخدام الطلبة، في المراحل المختلفة، لهواتفهم الذكية وحواسيبهم اللوحيّة قد حتّم على المدارس والكليات والجامعات تعيين مديرين تقنيِّين تتمثل مهمتهم في الإشراف على استراتيجيات التقنية المعلوماتية بما يمكِّنها من التغلُّب على المصاعب والتحديات التي تواجه صناعة التعليم اليوم في القرن الحادي والعشرين.
وسيتحدَّث خلال الجلسة المخصَّصة للتعليم د. محمد بن سعيد القحطاني، عميد تقنية المعلومات والتعليم عن بُعد بجامعة سلمان بن عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية، حيث سيتطرّق إلى سُبُل إثراء التجربة الجامعية من خلال الاستعانة بالحلول التقنية، وتوفير التدريب لأعضاء الهيئة التدريسية على النحو الذي يعمِّق الصلة بين الطلبة وأساتذتهم.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور القحطاني: "اعتاد الطلبة اليوم على الاستعانة بمحرِّك البحث جوجل، بل إن كثيرين منهم يفضِّلون ذلك على الاستفسار من أساتذتهم، أولاً لأنهم يمضون وقتاً طويلاً وهم يتصفَّحون الإنترنت، وثانياً لأنهم يحصلون على إجابة فورية، دون أن يتنبَّهوا إلى دقة المعلومة التي يحصلون عليها. لذا علينا رَدْم هذه الفجوة، وإثراء التجربة التعليمية للطلبة من خلال تمكين الجامعة وأعضاء الهيئة الأكاديمية من مواكبة متطلبات الطلاب، فَهُم متعطِّشون للتقنية ويرون فيها وسيلة لإثراء معرفتهم وخبرتهم، ومن جانبنا علينا أن نزوِّد جامعاتنا بأحدث التقنيات المبتكرة لتحقيق ذلك".
الرعاية الصحية
يتفق الخبراء على أن صناعة الرعاية الصحية تقف اليومَ على عتبة ثورة تقنية مهمة، مستشهدين بزخم رقمَنة نُظم الرعاية الصحية، لاسيما على صعيد سجلات المرضى، ويشكِّل ذلك باعتقادهم حجر الزاوية نحو نظم رعاية صحية أكثر فاعلية وأقل تكلفة في المستقبل. واليوم، يمكن أن يأخذ المرضى على عاتقهم المسؤولية المباشرة عن علاجهم ورعايتهم من خلال تزويدهم بأدوات وتقنيات متوائمة مع احتياجاتهم الفردية. واليوم أيضاً يوشك قطاع الرعاية الصحية على اعتماد معايير التشغيلية البينية الكاملة وتحقيق النقلة الفارقة على امتداد أعماله، وفي موازاة ذلك يتعين على كبار المديرين المعلوماتيين في المؤسسات والهيئات الصحية بالمنطقة مواجهة الكثير من التحديات المنطوية.
ومع تسارع وتيرة انتشار التقنية وظهور العديد والمزيد من المنصات والأجهزة الرقمية، سيقدِّم «منتدى الاستراتيجيات الرقمية»، المنعقد بالتعاون مع الشركة العالمية الريادية في حلول الأمن الرقمي «جيمالتو» بوصفها شريكاً استراتيجياً للحدث، رؤية الخبراء حول سُبُل إطلاق العنان للتقنية الرقمية بما يعزز نمو الأعمال. وسيلقي جوناثان لابين، مدير «فيس بوك» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كلمة رئيسية حول التقارب بين المحتوى الرقمي المتاح عند الاتصال بالشبكة أو بدونه. وفي حين لا يختلف اثنان على أن الثورة الرقمية قد قلبت رأساً على عقب طرق تسويق الشركات لمنتجاتها وحلولها، فإن قلة منها قد اتخذت الخطوات الكفيلة للارتقاء بقدراتها التسويقية بالاعتماد على التقنية الرقمية.
وقال لابين: "الكمية المهولة والمتنامية من البيانات، لاسيما على الشبكات الاجتماعية، منطوية على فرص هائلة في حال تخطي الصعوبات الكامنة في إدارتها للاستفادة منها بالشكل الأمثل. في اعتقادنا أن الشركات لم تستفِد إلا ما ندر من بيانات الشبكات الاجتماعية، وحتى أفضلها في هذا المضمار لم تقتنص إلا فرصاً محدودة من الإمكانات الهائلة المتمثلة في الحصول على معرفة دقيقة ولحظيّة عن علاقات العملاء وسلوكياتهم".
«منتدى الحلول التقنية الاستهلاكية»
يعتقد الخبراء أن تمكين الموظفين من استخدام أجهزتهم التقنية الشخصية النقالة في بيئة العمل (ما يُعرف اختصاراً باللغة الإنجليزية باسم BYOD)، وهو التوجه الآخذ بالانتشار ببلدان المنطقة مثلها مثل بقية بلدان العالم، سيحدث ثورة في صناعة وبيئة التقنية المعلوماتية خلال الأعوام القليلة القادمة، داعين إدارات التقنية المعلوماتية في الشركات العاملة بالمنطقة إلى دراسة تأثير هذا التوجه في دورها ونطاق مهامِّها. وفي حال عدم الاستعانة بالأدوات والمنهجيات الصائبة، قد يتسبَّب مثل هذا التوجه إلى تفاقم تكلفة التقنية المعلوماتية، مثلما قد يتسبَّب باختراق البيانات المؤسسية أو فقدانها، ومن ثم الإخلال بقوانين التوافقية. ولكن، في حال تمكَّنت الشركات من التحكُّم بمثل هذا التوجه بالشكل الأمثل فسيكون لمفهوم تمكين الموظفين من استخدام أجهزتهم النقالة أكبر الأثر في تعزيز انسيابية الأعمال وتوطيد المكانة التنافسية للشركة المعنيّة.
هذا ومن المقرَّر أن يتحدَّث خلال «منتدى الحلول التقنية الاستهلاكية» المنعقد في إطار «أسبوع جيتكس للتقنية 2012» لايف-أولوف والين، نائب رئيس البحوث لدى المؤسسة البحثية والاستشارية العالمية «جارتنر»، حيث سيناقش الأطر المُثلى لتحقيق الاستفادة القُصوى من تمكين الموظفين من استخدام أجهزتهم النقالة في بيئة العمل، دون المجازفة بأمن المعلومات المؤسسية. ويقول والين: "لاشك أن تمكين الموظفين من استخدام أجهزتهم النقالة في بيئة العمل فكرة مغرية قد لا تترَّد أي شركة في الأخذ بها، إذ سيستعين الموظفون بأجهزتهم الشخصية للارتقاء بأدائهم في إنجاز مهامّ أعمالهم دون أن تتحمَّل الشركة المعنية تكلفتها أو صيانتها. ولكن، من المهمِّ أن نعرف كيفية تطبيق هذا المفهوم وتطبيق الأطر المناسبة لدعم الشركات العاملة بالمنطقة، آخذين في الحسبان الاختلافات في معايير التوافقية والقضايا القانونية من بلد إلى آخر بمنطقة الخليج".
من جانبه، قال ديف بروك، مدير عام «ديل» لمنطقة الشرق الأوسط، أحد الرعاة الاستراتيجيين لـ«منتدى الحلول التقنية الاستهلاكية»: "إن التأثير المتنامي لتمكين الموظفين من استخدام أجهزتهم النقالة، وحلول التقنية الاستهلاكية في بيئات العمل بات أمراً لا مفر منه حالياً حيث أن الموظفين اليوم بحاجة فعلية إلى تجربة نقالة مرنة ومتكاملة. وبتعبير آخر، هُم بحاجة إلى استخدام أجهزتهم النقالة المتقدمة والمزودة بكافة التطبيقات والوظائف التي تساعدهم لإنجاز مهامّ الأعمال، وتجعل حياتهم أكثر سهولة وانسيابية. وفي وجه كلِّ ذلك، وبالتالي فإن ذلك يولد تحديات متعددة بالنسبة لمدراء التقنية في الشركات المطالبين بالتعامل مع هذا الواقع بكل جوانبه بما فيها أمن المعلومات، وإدارة البيانات، وتوافق البرمجيات. وفي اعتقادنا، يتعيَّن على قادة الأعمال أن يدركوا أن موظفيهم سيكونون أكثر إنتاجية في حال توافرت لهم الحلول التقنية النقالة التي تجعلهم على اتصال وتواصل دائمين مع بيئة العمل".
وتحت مظلة «أسبوع جيتكس للتقنية2012» سينعقد أيضاً «مؤتمر ومعرض الحوسبة السحابيَّة» الذي ينطلق هذا العام تحت شعار "تعزيز ابتكار الأعمال عبر الحَوْسَبَة السحابية: من مفهوم رنان إلى حاجة ملحّة"، حيث يسلِّط المشاركون الضوء على الفرص المهولة المنطوية على بيئة الحَوْسَبَة السحابيَّة.
يُشار إلى أن أكثر من 1,350موفَد حضروا العام الماضي مؤتمر «أسبوع جيتكس للتقنية» بجلساته وتفرعاته المختلفة ليشكِّل الملتقى السنوي الأول لصناعة التقنية المعلوماتية بمنطقة الشرق الأوسط.
يُذكر أن «أسبوع جيتكس للتقنية» يستحوذ على مكانة ريادية دولية مستحقة كأحد أهمِّ ثلاثة معارض متخصّصة بتقنيات المعلومات والاتصالات في العالم، إذ يجتذب أكثر من 138,000 من المختصين في قطاعات التقنية المختلفة من 144 دولة وأكثر من 3500 شركة عالمية وإقليمية متخصِّصة تمثل 77 دولة من حول العالم. وتنطلق دورته الثانية والثلاثين المرتقبة تحت شعار "التقنية مفتاح نجاح الأعمال".
تحت شعار "دفع عجلة الذكاء التكنولوجي،" تركز مشاركة هواوي في معرض "جيتكس جلوبال 2023" على تقديم ابتكاراتها
استضافت تيك توك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حلقة نقاش في يوم 29 مايو تناولت فيها مختلف المسائل الهامة المرتبطة