موبايلك - تحت رعاية معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في دولة قطر، اختتم الملتقى الثاني للهوية في رؤية قطر الوطنية 2030 فعالياته والذي انطلق على مدار يومين، 21-22 مارس 2016، في فندق ومنتجع "قرية الشرق" في الدوحة تحت عنوان "دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الهوية الوطنية".
ورعت شركة "فودافون" هذا الملتقى الذي نظمه "مركز قطر للتراث والهوية" للعام الثاني على التوالي بحضور لفيف من المتحدثين المرموقين من داخل قطر ومن خارجها للوقوف على العوامل المؤثرة على الهوية الوطنية، إضافة إلى المواضيع الرئيسية المتعلقة بأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية للدولة من خلال تعزيز دور المؤسسات التعليمية في هذا الشأن.
وبهذه المناسبة، صرح الدكتور خالد يوسف المُلّا، مدير عام مركز قطر للتراث والهوية قائلاً: "أود أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير لمعالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، على رعايته الكريمة للملتقى للعام الثاني على التوالي، كما أتقدم بالشكر لشركة فودافون قطر على رعايتها الحصرية ودعمها المتميز لمساعي مركز قطر للتراث والهوية التي تهدف إلى الحفاظ على الهوية الوطنية. لقد سعينا منذ البداية إلى أن نخرج بعدد من التوصيات التي تصب في مصلحة هذه القضية، وبالفعل فإن كل ما قدمه الخبراء من توصيات تؤكد على أهمية الحفاظ على الهوية من خلال تعزيز دور المؤسسات التعليمية بوصفها أحد الركائز الأساسية لترسيخ روح الانتماء والولاء لدى النشء القطري الجديد وفقًا لرؤية قطر الوطنية 2030 تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر حفظه الله."
وأضاف المُلّا: "نأمل بإذن الله أن نقدم للمجتمع القطري المزيد من التجارب المفيدة للحفاظ على هوية هذا البلد الأصيل وعلى تراثه الغالي من خلال الدورات القادمة لملتقى الهوية في رؤية قطر الوطنية 2030."
وفي ختام الملتقى، قام الدكتور خالد يوسف المُلّا، مدير عام مركز قطر للتراث، بتكريم نخبة من المشاركين الذين قدموا خلاصة تجاربهم ودراساتهم للحفاظ على الهوية العربية والتراث القطري بشهادات فخرية، حيث قام بتكريم كل من: د. خالد سالم الغساني، الأمين العام المساعد للشئون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاونـ، والسيد محمد مهدي اليامي، رئيس إدارة الشئون الخارجية لشركة فودافون قطر، د. محمد عبد الرحيم كافود، ود. ربيعة الكواري، ود. كلثم الغانم، مدير مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية، ود. محمد عاكف كرشجي من تركيا، والسيد محمد همام، ود. ميسرة طاهر مدير بيت المشورة للاستشارات النفسية بالسعودية، ود. فاطمة السويدي نائب رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر، والسيد صالح غريب، والأستاذة عائشة الهاشمي، ود. خالد الجابر، وأ.د. يونس لوليدي من المغرب، والسيد أحمد الحمادي، مدير العلاقات الحكومية بشركة فودافون قطر.
كما قام الدكتور خالد يوسف المُلّا بتكريم عدد من وسائل الإعلام منها تليفزيون قطر، وراديو إذاعة قطر، وتليفزيون الريان، ووكالة الأنباء القطرية، وجريدة الراية، وجريدة الشرق، وجريدة العرب، وجريدة الوطن نظرًا لمجهوداتهم الدؤوبة في تغطية فعاليات الملتقى ودورهم الفعّال في دعم مساعي المركز في الحفاظ على الهوية القطرية الأصيلة.
وفي معرض تعليقه على نجاح الملتقى، قال السيد محمد مهدي اليامي، رئيس إدارة الشئون الخارجية لشركة فودافون قطر ": "نسعى في شركة فودافون قطر إلى إحياء تراث بلدنا الحبيب والحفاظ عليه، ونطمح إلى تعزيز القيم وفهم هويتنا الوطنية. ولطالما أولت الشركة اهتماماً كبيراً بالأمور الجوهرية المتعلقة بالتراث القطري، ونحن فخورون جداً بشراكتنا مع مركز قطر للتراث والهوية للعام الثاني على التوالي ونجاح الملتقى، ونأمل بأن يستمر هذا التعاون المثمر لما فيه مصلحة وطننا الحبيب قطر."
وفي إطار فعاليات اليوم الثاني للملتقى، قام عدد من المشاركين بتقديم الموضوعات المتعلقة بكيفية الحفاظ على الهوية العربية في ظل عمليات التنمية التي تشهدها المنطقة بصفة عامة ودولة قطر بصفة خاصة. حيث قال د. ميسرة طاهر، مدير بيت المشورة للاستشارات النفسية بالسعودية في إطار حديثه عن "اللغة والفكر ودورهما في ترسيخ الهوية الوطنية": “اللغة والهوية هما وجهان لشيء واحد، والإنسان في جوهره ليس سوى لغة وهوية ومن ثم يجب العمل على عدد من النقاط التي من شأنها الحفاظ على اللغة والهوية منها منع استخدام الأسماء الأجنبية، والعمل على تعليم اللغة العربية، وعدم تعلم أي لغة أخرى قبل سن العاشرة، و إنشاء مقياس لقياس الحصيلة اللغوية العربية للأطفال في المرحلة الابتدائية، وتفجير الطاقة الكامنة في اللغة العربية من خلال اجراء البحوث المعمقة لاستكشاف قدراتها وآدابها، وبما يسهم في تبسيط قواعده، والإفادة من التطور التقني الهائل في هندسة اللغة، ومما تزخر به شبكة الإنترنت من مواقع عديدة لتعليم وتعلم اللغة الإنجليزية للناطقين وغير الناطقين بها."
وفي معرض حديثها عن "المدارس الأجنبية وقلق الهوية"، قالت الدكتورة فاطمة السويدي، نائب رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر: "يواجه مفهوم الهوية عددًا كبيرًا من المشكلات الخاصة بما آل إليه الوعي بها بين المفكرين والمثقفين من جهة في ظل العولمة من جانب، وباللغة والثقافة والموروث التاريخي من جهة أخرى. وبناءً عليه فإنه من الضروري مراجعة مستويات فهمنا للهوية عندما يتصل الأمر بعلاقتها بالموروث الثقافي وفي مقدمته اللغة العربية، وهو ما اهتمت به الدول العربية ولاسيما دولة قطر. ولكن اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة في هذا الزمن وهي في حاجة ماسّة إلى تكاتف الجهود العلمية والمادية والبشرية لإعادة الاعتبار لها والنهوض بها وبخاصة في المدارس الأجنبية نظرًا لأن أهم مرتكزات التغيير أو التمسك بالهوية الوطنية هي لغة التعليم."
أما د. عائشة الهاشمي، والتي تناولت موضوع "مدارس الأجنبية وأثرها في تراجع اللغة العربية وتأثيرها على الهوية الوطنية" فقالت: " لقد اهتمت رؤية قطر الوطنية 2030 بشكل واضح بالسمات المحددة لمستقبل دولة قطر من خلال استعراض الفرص والتحديات ، ووضعت على رأس هذه التحديات: التحديث والمحافظة على التقاليد والهوية الوطنية، وذلك من أجل تحقيق الهدف الأسمى للرؤية الشاملة، وهو تحويل دولة قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل. وهناك تأثير حقيقي للمدارس الأجنبية على تراجع اللغة العربية ومن ثم على الهوية الوطنية لذا وجب التركيز على بعض الإجراءات التي من شأنها حصر وتراجع هذا التأثير منها إلزامية تدريس اللغة العربية للعرب والتاريخ القطري لجميع الطلبة والعلوم الشرعية للطلبة المسلمين، ومشاركة المدارس الخاصة بجميع الفعاليات الوطنية التي تقام بالدولة، ووضع معايير ومؤشرات خاصة بالاهتمام باللغة العربية والهوية العربية ضمن معايير تقييم المدارس."
وفي حديثه عن تجربة المغرب في الحفاظ على الهوية الوطنية في المغرب في ظل التعدد اللغوي، قال أ.د يونس لوليدي: " مما لا شك فيه أنه من فطنة منظمي هذا الملتقى حول الهوية القطرية في رؤية قطر 2030 أنهم بالإضافة إلى ملامسة القضايا المحلية، فإنهم ينفتحون في مجال الهوية على تجارب عدد من الدول الصديقة والشقيقة، لتبادل الخبرات وتجاوز عثرات الآخرين. إن الهوية الوطنية هي بمثابة هوية كبرى تضم مجموعة من الهويات الصغرى التي قد تقل وقد تكثر حسب البلدان. وهذه الهويات الصغرى قد تكون إثنية عرقية، أو لغوية، أو دينية، أو طائفية. وما دامت الهوية الوطنية الكبرى متماسكة ومتلاحمة، فإن البلد يمكن أن يظل في منأى عن الفتن، وبذلك فإن خلاص أمتنا الإسلامية وشعوبنا العربية في تماسك هوياتها الوطنية."
واختُتمت فعاليات اليوم الثاني للملتقى الثاني للهوية في رؤية قطر الوطنية 2030 بمجموعة من التوصيات الرامية إلى تعزيز الهوية الوطنية وهي كالتالي:
1- التأكيد على الدور المؤثر للمناهج الدراسية في تشكيل الهوية الوطنية.
2- الاعتزاز بالهوية واللغة العربية كجزء من وسائل تعزيز الهوية الوطنية وتمكينها.
3- تعزيز دور اللغة كمكون أساسي من مكونات الشخصية العربية وقيمها وعاداتها وتقاليدها.
4- الانفتاح على الآخر والتفاعل معه فكراً وثقافة وحضارة دون المساس بثوابت الهوية.
5- عمل توازن ما بين ما يرد إلينا من ثقافات الخارج وثقافات الداخل.
6- الاستفادة من تجارب الدول الشقيقة والصديقة في مجال الهوية.
7- تحمل الآباء مسئولية المحافظة على هوية الأبناء.
8- الاهتمام بإعلاء شأن اللغة العربية أسوة باللغات الأخرى.
9- العمل على تعليم اللغة العربية وعدم تعلم أي لغة أخرى قبل سن العاشرة بشرط أن يتقن الطفل لغته الأم ويقرأ ويكتب بها.
10- العمل على ترجمة الكتب من لغاتها الأجنبية للغة العربية لإلغاء الحجة في تعلم اللغات الأخرى من وقت مبكر لما لذلك من أثر سلبي على الهوية.
11- تشجيع الباحثين في مجال نظرية الأدب وعلم النص الحديث والمعاجم والإنجازات، التي أثبتت جدواها في معالجة اللغة العربية آلياً، وخاصة في علم الصرف والنحو.
12- تشجيع الجهات المعنية بالعمل على إثراء المحتوى العربي في شبكة الاتصالات الدولية، باعتبارها مصدراً هاماً للمعلومات.
قامت اليوم شركة "فودافون قطر" إلى جانب شركة "إنسيجو"، وهي رائدة في الحلول من الجهاز إلى السحابة القائمة على
تسعى شركة "فودافون قطر" إلى توظيف قوة المنصات الرقمية في توفير تجربة تفاعلية مميزة لعشاق كرة القدم خلال