موبايلك - في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الأردنيون من شرائح مختلفة؛ خصوصا ذوي الدخل المحدود، ومع استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر على المجتمع، تظهر جلياً أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص التي تنفذها منفردة أو بالشراكة مع القطاع العام، خصوصاً أن هذا المفهوم نشأ أصلا لملامسة وتغطية احتياجات المجتمعات المحلية، ومشاركة الشركات لهموم الناس ومشاكلهم.
وعلى الشركات أن لا تتبنّى برامج المسؤولية الاجتماعية للمجتمع وكأنها عبء عليها، بل يجب أن تنظر إليها كواجب يمليه عليها واجبها في المساهمة في التنمية الاقتصادية، وكشكل من أشكال ردّ الجميل للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها وتشكيل أرباحها.
ومن جهة أخرى، يجب أن تركّز شركات القطاع الخاص بمختلف أطيافها على المبادرات والمشاريع التي تحدث تأثيراً طويل المدى في المجتمع أو حياة الفرد الاجتماعية والاقتصادية، فليس أفضل من أن تمس برامج المسؤولية الاجتماعية قضايا البطالة والفقر والمساعدة على تحويل المشاريع الريادية الى إنتاجية، فضلاً عن أهميتها في دخولها قطاعات التعليم والصحة وتوفير المسكن.
"الغد" تحاول في زاوية جديدة أن تتناول حالات لبرامج، أو تعدّ تقارير إخبارية ومقابلات تتضمّن المفاهيم الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية لشركات من قطاعات اقتصادية مختلفة تعمل في السوق المحلية.
يعتقد الطالب الجامعي المعتز بالله ابراهيم بأنّ تأسيس العمل الخاص بعيدا عن الوظيفة التقليدية في القطاعين العام والخاص اصبح هاجسا يرافق الشباب الجامعي أو من الخريجين الجدد، وذلك مع صعوبة الاوضاع الاقتصادية، وتزايد نسب البطالة وبقائها مرتفعة على حالها منذ سنوات، مع قلة فرص التوظيف التي يمكن ان يجدوها في قطاعات اقتصادية مختلفة.
ويحلم المعتز بالله - الذي يدرس المحاسبة في جامعة اليرموك - ان يؤسس لمشروعه الخاص خلال فترة دراسته او بعد تخرجه، خصوصا انه يحمل اليوم فكرة ، يعتقد بانها مميزة ، ويمكن ان تلقى طلبا في السوق المحلية، وهي تتلخص بـ " محل متنقل يتخصص في بيع الماكولات الصحية" ، لكن المعتز يقول : اذا ما امتلك الشاب الجامعي افكارا لمشاريع تجارية أو في أي قطاع كان، وكان متأكدا من جدوى المشروع وتميز الفكرة، فعليه ان يجد الدعم والتمويل والتوجيه المناسب، ليحقق حلمه ويحوّل فكرته إلى مشروع انتاجي.
ويأتي حديث المعتز بالله في وقت تظهر فيه الارقام الرسمية ارتفاع معدل البطالة بشكل عام الى 14 %، لترتفع هذه النسبة الى 20.6 % بين حملة الشهادات الجامعية (الأفراد الذين مؤهلهم التعليمي بكالوريوس فأعلى)، غير ان المعتز يحلم ان تبتعد به فكرة مشروعه الخاص عن الوقوع ضحية لظاهرة البطالة الآخذة في التزايد.
وسعيا منه للحصول على الدعم والارشاد والتمويل، تقدّم الطالب المعتز بالله الى مبادرة " زين المبادرة" التي اطلقتها شركة " زين الأردن" اواخر شهر تشرين الثاني (نزفمبر) الماضي ، والتي تهدف في خطوطها العامة الى دعم وتأهيل الافكار والمشاريع الريادية، وتستهدف فئة الشباب الجامعي او غير الجامعي من الفئة العمرية (من 18 سنة الى 28 سنة).
وستنتهي فترة التقدم لـ"زين المبادرة" - التي يمكن التقدم لها بالدخول الى الموقع الإلكتروني للشركة (www.jo.zain.com) - نهاية الشهر المقبل، حيث سيعقبها فعاليات لفلترة الافكار والمشاريع المتقدمة، وترشيح المميز منها للحصول على الدعم المادي، وما يرافقه من ارشاد وتوجيه وربط بشبكة مستثمرين.
وتسعى شركة " زين الأردن" عبر مبادرتها الجديدة - التي تحمل شعار " جيل لا يعرف المستحيل" - لرسم خريطة طريق للمبدعين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتحويل افكارهم الى واقع، مستهدفة الشباب من كافة محافظات المملكة، ولتشمل كافة انواع الافكار او القطاعات الاقتصادية التي يمكن ان يحلم الشباب بتأسيس مشاريع في فلكها: كتقنية المعلومات، الصناعة، الطاقة المتجددة، التجارة، وحتى المسؤولية الإجتماعية.
وعلى العكس من المعتز بالله - الذي ما يزال في بداية الطريق ، يقدّم الريادي، المدير التنفيذي لشركة " جملون" علاء السلال نصيحة للرياديين خلاصتها بـ " ان تحقيق الذات بفكرة مميزة يمكن ان تسد حاجة ملحة في السوق هو الاساس للمشاريع الريادية يدعمّها التمويل والاستثمارات اللاحقة ما بعد التأسيس"، فيما أكد السلال - الذي يدير منذ ثلاث سنوات متجرا لبيع الكتب على الإنترنت بان على الريادي التحلي بالصبر وعدم التراجع في أول موجة من التحديات التي تواجهه في طريق تأسيس مشروعه".
وفي هذا الاتجاه وضعت شركة " زين" اطرا عامة لمبادرتها تشمل عدة محاور منها : ان تكون الافكار مبتكرة تتعلق بمشاريع جديدة لم يتم طرحها من قبل وان تعود الفكرة بالنفع على المجتمع المحلي ويمكن تصنيعها وتنفيذها محلياً.
الرئيس التنفيذي لشركة " زين الأردن" احمد الهناندة يرى بان هذه المبادرة الجديدة للشركة تكمّل مسيرة ومبادرات الشركة خلال السنوات الماضي التي ركزت في اطرها العامة على توفير فرص العمل للشباب وتأهيلهم وتدريبهم لدخول سوق العمل، مؤكدا أهمية دعم الرياديين من مختلف محافظات المملكة، لما للمشاريع الناشئة من آثار ايجابية كبيرة على الاقتصاد، والتوظيف للشباب.
وقال الهناندة في تصريحات صحفية لـ " الغد" ان الدعم الذي ستقدمه الشركة ضمن هذه المبادرة لن يقتصر على الدعم المادي فقط بل يشمل ايضا الدعم اللوجيستي والفني الذي يشمل الارشاد والتوجيه والمساعدة في بناء نماذج الأعمال والخطط التسويقية والترويجية للمشاريع، من خلال ربط اصحاب الأفكار بخبراء ومرشدين وبخبرات موظفي "زين"، وكل ذلك بهدف تحويل الفكرة إلى مشروع عمل ناجح.
وأكد الهناندة بان الشركة وبعد انتهاء المرحلة الأولى والتي تشمل التقدم بالافكار والفلترة والترشيحات للفوز بالدعم ، سيحظى أصحاب الأفكار ضمن القائمة الشبه نهائية بفرصة للتدريب على كيفية عرض افكارهم بأسلوب حرفي وتزويدهم بالمهارات الشخصية اللازمة وتهيئتهم لتقديم أفكارهم وعرضها في المرحلة الثانية التي تتمثل باستضافة زين لـ " Venture Day " - وهو يوم ينظم لعرض المشاريع - وهو من المخطط تنظيمه مبدئيا خلال شهر آذار (مارس) المقبل ، حيث سيجري من خلال هذا اليوم تشبيك المتأهلين مع العديد من حاضنات الأعمال والمستثمرين على المستوى العربي والعالمي.
واشار الهناندة الى ان اطلاق الشركة لهذه المبادرة يأتي كباكورة أعمال لقسم مسؤولية ريادة الأعمال (CER) - الذي اسسته الشركة قبل عدة أشهر - ليشرف على برامج المسؤولية الاجتماعية المتعلقة بدعم الرياديين، فيما سيعقد هذا القسم شراكات مع عدة مبادرات وشبكات من المرشدين في مجال ريادة الأعمال.
وعن الدعم الذي سيقدّم للشباب الريادي ضمن المبادرة بيّن الهناندة أنّ اصحاب الافكار وبعد ان يباشروا في تقديم افكارهم عبر الموقع الإلكتروني للشركة، سيدخلون في منافسة وترشيح عدد منهم للحصول على دعم سيكون على الشكل التالي: 20 ألف دينار الجائزة للمركز الأول، 10 آلاف دينار للمركز الثاني، والجائزة الثالثة مقسمة على اربعة مشاريع بقيمة اجمالية 20 ألف دينار، والرابعة ستكون موجهة للمحافظات أي ستكون مقسمة لـ 12 قسما بقيمة 1500 دينار لكل فكرة بشرط ان لا تكون فازت ضمن الجوائز السابقة، فيما لن يكون الدعم مقتصرا على المبالغ المالية حيث سيعمل قسم "مسؤولية ريادة الأعمال" على دعم الشباب فنيا ولوجستيا وتشبيكهم بخبراء ومرشدين وبخبرات موظفي "زين"، للاستفادة منهم في تطوير نماذج أعمالهم وخططهم التسويقية.
الا ان الهناندة يرى بان على الريادي بشكل عام ان يتصف بالجلد، والصبر، وعليه ان يدرك ان الطريق ليست مفروشة بالورود، وبان الفشل سيواجهه في كل مرحلة من مراحل العمل، ولكن عليه ان يتعلم من الفشل ولا يتوقف والا ستنتفي عنه صفة الريادي، ويلخّص الهناندة : " الريادي يتعلم من الفشل أكثر من النجاح".
في ظل الاحتفالات الكبيرة التي تشهدها المملكة الأردنية الهاشمية بمناسبة حفل زفاف ولي العهد الأمير الحسين بن
ضمن مبادراتها المستمرة تجاه قطاع الرياضة ولدعم المواهب الشبابية في المملكة؛ أعلنت شركة زين الأردن عن إطلاق